اصول العرب العرقية


لا يوجد لدينا أى شواهد اثرية او وثائق تاريخية يمكن الاعتماد عليها لكى تساعدنا على معرفة اصول العرب و توصيف ثقافتهم و لغتهم و معرفة انتمائهم العرقى و ان كان نقى أو ممتزج من عدة قوميات


كانت اللغة الآرامية متسيدة على أغلب دول المشرق و لعدة قرون قبل الميلاد و لازال الأشوريون و السريان يتحدثون باللغة السريانية التى تعتبر منبثقة عن الارامية الأم كما تحوى اللغة العربية على (80%) من المفردات السريانية الأصل .. تم اسُتخدام الحرف الآرامي الغير منقط في كتابة أقدم النصوص القرآنية المتوفرة لدينا فى عدة دول دول (اسطنبول /القاهرة / بخارى) و لا يستطيع قرأتها و فهم صحيح معانيها غير المتحدثون السريانية و الآرامية أو المتخصصون و هم يعتبرون اللغة العربية منبثقة عن اللغة الآرامية الأم


كلمة "أربا" تعنى فى اللغة الآرامية "غنم" و منها اشتق كلمة "عربيا" أو "عربايا" يُعنى "راعى الغنم" و هي الأقرب إلى كلمة "العرب" و قد أرجع مؤرخى المسلمين أصول القبائل العربية في شبه الجزيرة و ما يحيطها إلى ثلاث أنواع هم:

عرب البائدة
عرب العاربة
عرب المستعربة

« عرب البائدة

اشار القرآن إلى أقوام "ثمود" (تمود) و "عاد" و كما اشار بعض شعراء الجاهلية أمثال "أمية ابن أبى الصلد" و غيره لذلك ايضا لكن يعرف على وجة الدقة ان كانت تلك القوام قد سكنت الجزيرة أو غيرها و متى تواجدت ؟


اشار العهد القديم إلى قوم "مالق" أو (العماليق) و سكنهم منطقة صحراء النقب و وجدت بعض الكتابات الأشورية القديمة تتحدث عن قبائل "بدوية" متنقلة في منطقة شمال شبه الجزيرة من غرب الفرات إلى البحر الأحمر نزولا جنوبا إلى اليمن و قد أطلق عليهم "تمودو" .. أرى ان قوم مالك (العماليق) هم الأقرب إلى اسطورة عرب البائدة فى القرآن


يعتقد مؤرخى المسلمين باندثار عرب البائدة تماما وعدم تواصلهم مع قبائل العرب المسلمين و بذلك أغلقوا الباب على أى محاولة للبحث و التنقيب عن أصول تلك الأقوام المسماه بائدة

« عرب العاربة.(*)

استغل مؤرخى المسلمين "آيات التوراة" لإثبات نظرية تواجد "عرب العاربة" تاريخيا متحججين بلفظة "عابر" و كذا قبيلة "قحطان" عن لفظة "يقطان" و من ثما "حضرموت "


فى سفر التكوين(10) .. وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.(24) وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ.(25) يَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ (26)

اعتبر المؤرخون ان اليمن موطن "عرب العاربة" الأصلى ليميلهم إلى الاستقرار و زراعة الأرض و يَدَعُون دون توثيق بأن "القحطانية" تنقسم إلى قبائل ربيعة و حمير و منهما خرجت أشهر قبائلهم / مالك / قضاعة / كلب / جهينه / كندة / الأوس / الخزرج / حاشد / قيس / تميم / طائي /  .. و لم يجد مؤرخى المسلمين غير تلك الآيات القليلة في التوراة لإثبات فكرة تواجد "عرب العاربة" في التاريخ


« عرب المستعربة.(*)

يُقال عنهم عرب "العدنانية" و يميلون إلى الترحال و عدم الاستقرار و البداوة و يرجع المؤرخون منشئهم إلى "فالج" الابن الثاني "لعابر" مستدلين بما أتى بالتوراة في سفر الخروج فى أصحاح (10) و إلى "مدين" في أصحاح (25) و يعتبرون أشهر قبائلهم .. كنانة/ هوزان / اسد / ربيعة / سليم / خزاعة / تميم / شيبان / قريش / تغلب / بكر / وائل /


خلاصة مما سبق .. اتخذ مؤرخى العرب و المسلمين آيات القران كوسيلة لإثبات وجود عرب البائدة و اندثارهم فى نفس الوقت كما اتخاذ آيات الكتاب المقدس للاستدلال على وجود عرب العاربة و عرب المستعربة تاريخيا لعدم توافر أى مصادر أخرى تاريخية وثائقية و اثرية لديهم

فرضية العروبة فى التاريخ بنيت على العاطفة لما لها من مخذى سياسي و ديني يساعد علي تجميل نظرية القومية و سيادة الدين على البشرية و لم يذكر لنا كاتب القرآن شيء عن أصول العرب و قبائلهم و اختلاف لهجاتهم و ألسنتهم و علاقتهم الآرامية كلغة و كعرقية و خلاصة القول .. لا يستطيع المؤرخون الاستدلال الموثق عن اصول العرب العرقية و عن ظهورهم فجأة تاريخيا كالزوان وسط الحنطة و تعمد فصلهم تماما عن باقية الأجناس و الأعراق الأخرى المتواجدة فى منطقة الشرق



(**) هناك نظرية هامة  لكنها لا تتداول فى المكتبات و الصحافة و المديا و لكونها نظرية دينية تعتمد على تفاسير غير معتمدة كنسيا لأحدى آيات الكتاب المقدس الشهيرة باعتبار الأقوام التى امر الرب بإفنائهم فى العهد القديم امثال "عماليق" و غيرهم - بشر ملوث جينيا - لكونهم نتاج تزاوج ملائكة ساقطة ( أجناد الشيطان ) مع بنات البشر و لا يزال يتواجد هناك بعض الناس حول العالم تحمل نفس الجينات الوراثية لتلك الطائفة المندثرة من البشر الملوثة جينيا و منهم و ليس حصرا بعض الناس منتشرين فى القبائل العربية و الأفغانية و الفلسطينية و غيرهم أو كما تم وصفهم بأولاد الأفاعى... انتهى



تحياتى


« شواهد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) خرائط توزيع القبائل في الجزيرة العربية و العرب العاربة و المستعربة



(**) دراسة أبناء الله وبنات الناس فى سفر التكوين 1:6-4

1 - وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأرض وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2 - أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا 3 - فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأيد ليزيغانه ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً» 4 - كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أولاد هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.



ثلاث تفاسير لـ أبناء الله و زواجهم من بنات الناس:

(1) ملائكة ساقطة ( فئة الشياطين ) تزاوجت مع بنات البشر

(2) بشر أقوياء و طغاة تزاوجت مع بنات البشر

(3) ابناء شيث اخ لـ سام و حام و زواجهم من ابناء قايين

ينحصر الخلاف بين التفسيرات الثلاث ببساطة فى كون الملائكة لا تتزوج و لا تنجب طبقا لكتاب المقدس بالتالى الملائكة الساقطة (أجناد الشيطان) ليس لهم المقدرة على الزواج و الإنجاب فيما بينهم و ايضا من البشر (بنات الناس) و ان ابناء شيث يستطيعون الزواج من بنات قايين ومن غيرهم ايضا كما ان هناك فى الكتاب ملائكة ساقطة و ملائكة ساقطة اخرى بمعنى الحديث ليس على كل الملائكة الساقطة

بالنظر الي (1) نجد أن العهد القديم يشير كثيرا الي الملائكة كأبناء الله (أيوب 6:1 و 1:2 7:38). و في (متي 30:22) أشارة الي أن الملائكة لا تتزوج. و ليس هناك فى الكتاب ما يشير الي كون الملائكة لهم جنس محدد أو قادرين علي الإنجاب .. و وجهتى النظر فى (2) و (3) لا تواجههما نفس المعضلة.لكن نقطة الضعف لديهما في كون الزواج من بنات بشر عاديين لا يفسر لنا لماذا أنجبوا عمالقة أو جبابرة ذى أثم.كبير بالإضافة الي ذلك فأن الله لم يَحرم زواج أبناء شيث من نساء عادية من البشر فلماذا الحصر فى بنات قايين و لماذا أرسل اذا الفيضان علي الأرض (تكوين 5:6-7)

نقطة الضعف في وجهة النظر رقم (1) أن فى ( متي  30:22) مكتوب "لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء " و هناك جدال فى هذه النقطة بما هو غير موجود في المقطع ألكتابي ، اذ أن المقطع لا يقول "أن الملائكة غير قادرة علي التزاوج ولكن فقط يشير الي أن الملائكة لا تتزاوج. وثانياً فى ( متي 30:22 ) يشير الي "الملائكة في السماء ". ولا يشير الي الملائكة الساقطة التي فقدت بالتبعية قدسيتها التى كانت عليها فى الملكوت و لا تهتم بالنظام الإلهي وتطبيقه بل بالعكس تسعي الي خراب الخطة الإلهية . وحقيقة أن ملائكة الله المقدسون لا يتزاوجون أو يمارسون الجنس فهذا لا يعني أن ذلك لا يحدث بالنسبة لإبليس (الشيطان) وأجناده.الغير مقدسين

وجهة النظر رقم (1) هي الأكثر اقناعاً. لأنه من الغريب أن نقول أن الملائكة ليس لديهم جنس معين ثم نقول أن "أبناء الله" كانوا ملائكة ساقطة و قاموا بإنجاب أطفال من بنات الناس. لكون الملائكة كائنات روحية (عبرانيين 14:1) يمكن أن يظهروا في شكل بشري مادي (مرقس 5:16). و الرجال في سدوم وعمورة أرادوا ممارسة الجنس مع ملائكة (تكوين 1:19-5). فهل من المعقول أن الملائكة قادرين علي أخذ صورة بشر لدرجة القدرة علي الإنجاب. وقد نتساءل لماذا لا يفعل ذلك الملائكة الساقطين بصورة دائمة ؟ من الواضح أن الله قد عاقب الملائكة الذين ارتكبوا هذه الخطيئة بحبسهم لكي يكونوا عبرة للملائكة الساقطين الآخرين (يهوذا 6). وكثير من الكتابات العبرية القديمة وغيرها تتفق علي أن الملائكة الساقطة هم "أبناء الله" المذكورين في سفر التكوين 1:6-4

يرى الكاتب ان وجهه النظر رقم (1) هى الأقرب لكن بدون تزاوج بيولوجى كما يتم مع البشر و من خلال التزاوج الروحى (بين أجناد الشيطان و بنات الناس) و تملك اجناد الشيطان لأجساد ابناء الناس بالكامل و تجسدهم فيها