مقابلة الله في الجحيم - قصة قصيرة


لم يرد كريم مغادرة مملكة الظلمة مباشرة بعدما عثر بها على الرسول .. فقد وجده متخفيا و معه زوجاته و أصحابه وسط أحدى المجموعات التابعة لها و هي خاصة فقط على النساء
على أطراف تلك المملكة قامت أحدى المجموعات و هي لا تختلف عن غيرها في شيء ، بعمل دائرة واسعة حولها من ألسنة اللهب جاعله منها ساترا ناريا لكى يُحاط بها لكى يحمي من بداخلها
تتكون المملكة من عدة مجموعات و تتكون كلا منها من عدة أرواح ذات أجسام مظلمة لا حصر لها .. عندما تتصادم الأجسام مع بعضها البعض نتيجة العراك و الصراع الدائر بينهم .. تحدث من جراء ذلك هالات و ألسنة نارية تتطاير بعشوائية في كل الأنحاء متخذة أطوال و اشكال و أحجام مختلفة
:
اراد كريم رؤية تلك الدائرة النارية .. اقترب منها أكثر .. لاحظ الأجسام تتراقص و تتلامس و تتصادم مع بعضها محدثة تلك الألسنة النارية متخذه الشكل الدائري حول المجموعة ، كحائط ناري سميك منتظم يمنع دخول أي من الأجسام اليها من أجل الالتحاق بها
تذكر كريم عند رؤيته تلك الحلقة النارية ما يحدث على كوكب الأرض عندما يتم استحضار الأرواح من خلال عملية السحر الأسود و ما يتبعها من عمل الدائرة المشابه لتلك الحلقة النارية
تذكر ايضا عند قيامه باللف و الدوران لسبعة مرات و في شكل دائري أثناء الحج و تلك الدائرة الشاسعة الكبيرة الحجم التي تتكون من الحجيج اثناء دورانهم حول الحجر الأسود
أخترق كريم ها الحائط الناري بسهوله فجسده النوراني لا يتأثر بأي شيء و يتعالى على تلك الأجسام جميعها .. وجد كريم الأجسام تدور و تلف في حلقات مستديرة حول المركز و يصدر عنها أصوات صاخبة عالية اثناء دورانها و تزداد تلك الأصوات في الارتفاع و بأسلوب هستيري عند الاقتراب الى المركز
:
الجميع .. يدورون و يرقصون و يرددون ... هو الأوحد هو و بس ... هو الأكبر هو الأعظم و هو الأشرس  ... هو الجبار هو القهار ...  هو الرحمن هو الرحيم ... هو اللول ... لا اله الا اللول
:
أخترق كريم تلك الأجسام جميعها متوجها الى مركز الدائرة راغبا في رؤية تلك  الشيء المقدس الذى يُبجل في المنتصف ... فتخيل وجود حجرا اخر في المركز و يتشابه مع الحجر الأسود على الأرض ... الحجر الأسود يتشابه مع الله على الأرض فكلتاهما لا يوجد له مثيل و كلتاهما يطلق عليه الأوحد .. وجد كريم جسم ظلامي لا يختلف نهائيا عن باقية الأجسام الظلامية الأخرى ، لا في الشكل و لا في الحجم
اقترب كريم منه قائلا .. من أنت ..  ما أسمك؟
رد عليه ... أنا الزعيم ... أنا اللول ... فقد عرف انه غريب و من مملكة أخرى
رد كريم .... ماذا تقصد؟ .... هل اللول اسمك؟
رد اللول قائلا ... اللول هو ما يقال له .. الله .. على كوكب الرض

ترك كريم الله أو اللول عائدا الى مملكة النور و هو متحير كثيرا .. هل يبدأ حديثه أثناء زيارته القادمة مع الرسول أم مع اللول أي مع الله .. فلديه الكثير من الأسئلة التي تدور في خلده و يريد توجيهها اليهما

كريم يفكر و يتعجب ... هل الله خائف من باقية الأجسام أو الأرواح البشرية ذات الأجسام المظلمة ..  هل يتخفى منهم مثلما يتخفى منهم الرسول ايضا .. هل قام بتغير اسمه من الله الى اللول؟

تذكر كريم تلك الأوقات العصيبة أثناء معاناته على كوكب الأرض .. كيف الناس هناك يخافون من الله و من رسوله مقارنا ذلك بما يراه يحدث في مملكة الظلمة .. و هو العكس تماما .. يتخفى الله و يتخفى رسوله و هما الأثنان خائفان مرعوبان من عقاب أرواح هؤلاء الناس أنفسهم و هم القادمون من كوكب الأرض